هل سيكون أداء عمدة مراكش أفضل من ولايتها السابقة؟
مشاريع كبرى بمراكش لا زالت تراوح مكانها منذ أكثر من 7 سنوات
مدينة الفنون التقليدية، والحافلات ذات الخدمة العالية الجودة، إعادة تأهيل المواقع الثقافية ،و حماية أوكيمدن
وقد تم إطلاق مشروع تجديد مراكش قبل 6 سنوات وكان من المنتظر أن تشهد المدينة الحمراء مشاريع هيكلية غير مسبوقة فيما يخص تطوير وتهيئة المجال الحضري ، و مدينة الفنون ، والحافلات الكهربائية ، و متحف التراث الغير المادي ، وإعادة تأهيل المسرح الملكي ، وتحسين إمكانية ولوج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة للأرصفة ، ونقل محطة باب دكالة وتحويل مساحتها إلى موقع ثقافي ومناظر طبيعية … برنامج بقيمة 6.3 مليار درهم كان من المفترض أن يعزز من مكانة مراكش السياحية ويجعلها وجهة مرموقة على الصعيد العالمي تعزز مكانتها بين الوجهات الدولية الأولى في الترتيب العالمي.
فهل سيكون أداء العمدة المنتخبة حديثا أفضل من سابقيها، مع العلم أن هناك بعض المنتخبون القدامى والذين قد بدلوا جلودهم و تقمصوا ألوان أحزاب أخرى. فهؤلاء كذلك مسؤولون عن الحصيلة السابقة.
وينتظر كذلك فاطمة الزهراء ملف النقل الحضري، والحافلات الكهربائية التي لم تلقى نجاحا باهرا. ربما مدينة مراكش محتاجة “للترام” ، والذي سيساهم في الخدمة والجمالية للمدينة. وجب الأخذ بعين الاعتبار أن تكون جميع المشاريع صديقة للبيئة.
حتى الآن ، لم ير النور في مراكش؛ إلا القليل من المشاريع، باستثناء إعادة تأهيل عدد قليل من أحياء المدينة العتيقة، وبدون الحفاظ على التنوع داخل وحدة المعمار، يعني من غير المجدي أن تكون الأبواب مثلا على نمط واحد والوجهات نمطية الشكل وكأنه لم تكن هناك دراسة أثرية وفنية. هذا في يخص المدينة القديمة والتي تعتبر بمثابة متحف حي ممتد عبر قرون.
أما الحدائق حدث ولا حرج، لم تتم صيانتها ، منذ مدة، والتي أصبحت تتلاشى شيئا فشيئا. المساحات الخضراء هي رئة المدينة والساكنة في نفس الوقت، و اتسائل لماذا لم يعمل من سبق من ذوي المرجعية الإسلامية بحديث “رحم الله من غرس شجرة” .
داخل المدينة القديمة يحتاج كذلك إلى العناية من نا حية الخضرة لو أن الساحات قد تكون نادرة، إلا أنه من الممكن تعليق النباتات وتوفير الأحواض لذلك الغرض. غير بعيد منا إسبانيا لا تتوفر على مدن عتيقة بحجم مدن المغرب، لكنها تشكل نقاط جذب سياحي كبيرة.
فاطمة الزهراء المنصوري كانت هي من أطلق مشروع مراكش الحاضرة المتجددة ، المشروع الذي قدمته في سنة 2014 أمام جلالة الملك. وكذلك من المشاريع المزمع تنفيذها أنذاك هو إنشاء صندوق إقليمي لترويج السياحة بقيمة 500 مليون درهم بالشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة. هناك تحديات كبرى تنتظر العمدة المنتخبة مؤخرا، وكذلك انتظارات كبيرة للمواطنين في مراكش، خصوصا وأنها قدمت لهم وعودا كثيرة.
المدنية محتاجة لإعادة النظر في طرق تسييرها، وتدبير مناقصات المشاريع وإرسائها على دوى الخبرة والحلول المبتكرة. وجب توفير أماكن حديثة لركن السيارات وإعادة النظر في تجزيئ الشوارع والأزقة والتي تُحال على عَسٌسٍ ينتمون إلى عصر آخر. كادت بلدية مراكش أن تكتري كل الأزقة وأن تصل إلى أبواب بيوت المراكشيين، لم تسلم من هذه الآفة حتى المساجد وكذلك المخابز.السكان ضاقوا درعا بهذه الظاهرة من يقف ليشتري خبزة بدرهم يؤدي درهمين إضافيين. قد يقول قائل إنها فرص شغل، هذه ليست فرص شغل هذا بؤس يتغدى عليه من يرسو عليه عرض المدينة بأكملها. هذا لايليق ببلاد أصبحت قوة إقليمية وإشعاعها وصل تخوم إفريقيا وآفاق أوروبا. مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس، وجب على العمدة الجديدة أن تضع نصب أعينها هذا المعطى الجديد. مراكش ليست وجهة فقط للسياح، بل لشخصيات سياسية و نجوم من جميع أنحاء العالم. هؤلاء “الكارديانات” وجب تشغيلهم و تثتبيتهم في مدينتهم أو قراهم.
وللتذكير ، فالجهة كان لديها برنامج يتضمن 60 مشروعًا كجزء من برنامج التنمية الإقليمية والجهوية لعام 2022 بميزانية إجمالية تقدر بأكثر من 16 مليار درهم ، نصفها يقع ضمن مسؤوليات الجهة ، وذلك لإنشاء 280000 منصب شغل. ماذا تحقق من هذا البرنامج؟
لابد أن يكون آداء فاطمة الزهراء المنصوري أداء أفضل من ولايتها السابقة كعمدة لمراكش.
بقلم الكاتب الصحفي عبد الرحيم عاشر