أسعار التلفزة وأسعار السوق
بقلم عبد الرحيم عاشر
بين ما نسمعه في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية والتابعة لرئيس الحكومة، مخالف تماما للواقع. في الإعلام يتم الترويج لانخفاض الأسعار وفي الأسواق يخاطبك البائع “سير خوذها من التلفزة”.
اقترب شهر رمضان ولم تظهر بوادر ما وعد به رئيس الحكومة ووزير الفلاحة ووزيرة الاقتصاد والمالية. قالوا في لحظات متفرقة إن الحكومة اتخذت إجراءات كبيرة من أجل انخفاض الأسعار في شهر رمضان المبارك. يقول المغاربة “النهار المزيان من صبحو يبان”. لا يبدو أي أثر لانخفاض أسعار المواد الغذائية مهما كان شكلها. ما زالت الأسعار واقفة في حلق المغاربة الذين لم يجدوا ما يقومون به سوى التخلي عن كثير من المواد الاستهلاكية. الكماليات أصبحت اليوم وجبة المترفين.
مرة قال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن أسعار اللحوم لا تتعدى 75 درهما وكانت حينها لا تنزل عن مائة درهم، واضاف أنها ليست من الذبيحة السرية لأنه أكلها ولم يصب بأذى. أصبح المواطنين يبحثون عن الجزار الذي يقتني منه الوزير اللحوم. لكن في الواقع غير موجود.
الإنشاء غير مقبول في الخطاب السياسي، وقليل من الوضوح ينفع، وهنا نريد أن نعرف بالضبط ما الذي حققته الحكومة خلال سنة؟ ربما سيقول لنا أخنوش: ينبغي أن تشكروني لأنكم ما زلتم موجودين.
الواقع أحسن إنباء عن الحال من المقال. واليوم يجمع المغاربة بين المقال والحال. فالكل ينادي ويشكو بأن الأسعار وصلت حدا لا يطاق، بل تسببت في كوارث اجتماعية، كما تسببت في انهيار اجتماعي بدأ بالهجوم على أحد الأسواق، وهو أمر يتحمل مسؤوليته عزيز أخنوش صاحب “اسطورة” المغرب الأخضر، الذي لم ير المغاربة خضرته بتاتا ورأوا سواده فقط، والحال يقول إن السلع ارتفع ثمنها حتى أصبحت مجالا للتنذر والنكتة أيضا، وهذا حال واضح يغني عن كلام رئيس الحكومة ويا ليته حقق رجاءنا وكان أفضل من سابقيه.
مغالطة خطيرة يتم الترويج لها هذه الأيام. حيث يتم التسويق للجن مراقبة جودة السلع وعدم الاحتكار على أنها لجن لمراقبة الأسعار وهو أمر غير دقيق بتاتا. لأن هذه اللجن لا علاقة لها بالأسعار نهائيا، والغلاء هو ناتج عن الاحتكار من قبل كبار التجار وعن التصدير الفاحش للمنتوجات الفلاحية.