المعارضة تتهم الأغلبية باستعمال المال في الانتخابات الجزئية

نبهت المعارضة، الى أن الأموال هي التي حسمت نتائج الانتخابات الجزئية بفاس وبن سليمان، معتبرا أن وضع حزبه تحسن مقارنة مع نتائج انتخابات 2021، وأنه لن يحتل أدنى من الرتبة الثالثة في الانتخابات القادمة.

 

وشدد عبد الإله نكيران في كلمة له تعليقا على نتائج الانتخابات الجزئية أنه لم تقع أي شكاية من طرف مراقبيه في مكاتب التصويت، وأن حزبه توصل بالمحاضر في وقتها وعرف النتائج قبل إعلانها رسميا، وأن رجال السلطة كانوا أحسن مقارنة بالانتخابات السابقة، رغم التقصير في محاربة المال الذي استعمل كوسيلة لشراء الأصوات.

 

واعتبر  أن احتلال “البيجيدي” للرتبة الثانية في فاس والثالثة في بن سليمان دليل على تحسن موقع الحزب، علما أنه واجه أحزاب التحالف الحكومي بكل وسائلها، والتي لم تفز إلا بشق الأنفس، مضيفا أن حزبه اليوم يواجه التحكم والأعيان والأموال.

 

وأكد بنكيران أنه جرى يوم الاقتراع توزيع الأموال بدون حساب، معتبرا أن استعمال حزب التجمع الوطني للأحرار للمال متفهم، لأنه حزب “ما عندو والو”.

 

وقال “أخنوش خبيز ربي فالطبق ولا علاقة له بالسياسة، ومكايعرفش تا يهضر، ولا يجيد اللغة العربية، فقط يحاول قراءة ما كتبوا له ويخطئ فيه، ولم يسبق أن كان في حزب سياسي ولا ناضل وليس له فكر ولا إديولجيا ولا برنامج. وليس له الا المال لحل مشاكله كلها، وهذا لا يصلح في السياسة”.

 

و أشار إلى أن أغلب الأصوات التي تم التعبير عنها في انتخابات فاس كانت في القرية، ومعروف أن الناس هناك فقراء ويقبلون أخذ المال الانتخابي، والمراقبة تكون صعبة، وهو ما حسم النتائج.

 

وأضاف بنكيران في حديثه “نحن خدام الدولة الأصفياء والأوفياء لا نعمل مقابل مال، بل نعمل لتحقيق مصالح مشروعة، ولكن أيضا للحفاظ على بلدنا.. والدول لا تبقى واقفة بالأموال بل بالمبادئ والأخلاق”.

 

فازت أحزاب الأغلبية الحكومية، ممثلة في حزبي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال بالانتخابات الجزئية التي أجريت  الثلاثاء بكل من دائرة فاس الجنوبية، وبنسليمان، في الوقت الذي اشتكت فيه أحزاب أخرى، على رأسها حزب العدالة والتنمية من استعمال المال الانتخابي لاستمالة الساكنة.

 

وفاز خالد العجلي عن حزب التجمع الوطني للأحرار بالمقعد الشاغر بدائرة فاس الجنوبية بعدما حصل على 52 في المئة من الأصوات، وحل حزب العدالة والتنمية ثانيا بنسبة أصوات بلغت حوالي 21 في المئة، ليخلف بذلك عبد القادر البوصيري عن حزب الاتحاد الاشتراكي.

 

وشهدت الانتخابات مشاركة جد ضعيفة، حيث بلغت نسبة المصوتين 8,8 في المئة، مع ملاحظة عزوف كبير في الوسط الحضري مقارنة بالوسط القروي.

 

واشتكى حزب العدالة والتنمية ومرشحه بالدائرة من عدة أشكال من الفساد الانتخابي، وعلى رأسها استخدام المال، وقال مرشح الحزب إن العمدة الذي ينتمي لحزب “الأحرار” أوهم بعض الشباب بالتشغيل في الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة، قصد استغلالهم في الحملة الانتخابية، واستغل الاعوان العرضيين في الحملة، وأصدرت رخص غير قانونية بمناسبة الانتخابات، وغيرها من الممارسات غير المشروعة

 

و دائرة بنسليمان، فاز امبارك عفيري عن حزب الاستقلال، والمدعوم من طرق أحزاب الأغلبية بالمقعد المتبارى حوله بالدائرة، في انتخابات عرفت بدورها انتقادات واتهامات بالفساد واستعمال المال الانتخابي.

 

وفاز المرشح الاستقلالي بحوالي 15 ألف صوت بفارق كبير عن منافسيه من باقي الأحزاب، ليخلف بذلك سعيد الزايدي عن حزب التقدم والاشتراكية، ويعزز الفريق البرلماني للاستقلال بمقعد جديد.

 

و انتقدت نبيلة منيب البرلمانية عن الحزب “الاشتراكي الموحد” وأمنيته العامة السابقة تدهور الوضع المعيشي للمغاربة.

 

وأشارت منيب في تصريحات صحفية أن العديد من فئات المجتمع المغربي تعاني التعسف، ومنها الأساتذة التي تعرضوا لتوقيفات ظالمة، ونفس الأمر بالنسبة لطلبة الطب وغيرهم، و اضافت أننا على مشارف عيد الأضحى والحكومة تلجأ إلى استراد المواشي، لكنها تسير الأمر لنفس الفئات المحظوظة دون أي شفافية، وهو ما حدث في السنة الماضية عند استيراد الأبقار.

 

وأكدت منيب أن الفساد وصل لجميع دواليب الدولة المغربية، والحملات التي أطلقت لمكافحته غير كافية دون وضع الأسس الحقيقية لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

 

و سجلت أن استمرار الريع والاحتكار يعيق أي تنافسية حقيقية ويجر على المغرب أخطار كبيرة، وهذا أمر غير معقول، على حد تعبيرها.

 

وقالت إن الدولة تدعم بعض الفئات في القطاع الفلاحي لكن “الكسابة” ومربي الماشية الصغار لم يصلهم نصيبهم من هذا الدعم واضطروا لبيع ماشيتهم بسبب ظروف الجفاف القاسية.

 

واعتبرت منيب أن السياسة الفلاحية الحالية تقتل الفلاح المغربي، وسنصل إلى وقت نستورد فيه كل شيء وليس فقط أكباش العيد، فأين هو الأمن الغذائي في اللحوم والخضر والفواكه.

 

التعليقات (0)
اضف تعليق