الروس يدلون بأصواتهم في انتخابات حاسمة
توجه الروس الى مراكز الاقتراع الجمعة للمشاركة في انتخابات رئاسية تمتد ثلاثة أيام، ستمنح فلاديمير بوتين، بحكم الأمر الواقع وغياب أي معارضة، ولاية جديدة، في وقت تكث ف أوكرانيا هجماتها نحو مناطق روسية بعد عامين على غزو موسكو لأراضيها.
وفتحت أولى مراكز الاقتراع عند الثامنة صباح الجمعة (الساعة 20,00 ت غ الخميس) في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي توكوتكا في أقصى الشرق الروسي، على أن تغلق الأحد عند الساعة 20,00 (الساعة 18,00 ت غ) في جيب كالينينغراد الروسي الواقع داخل الاتحاد الأوروبي.
نظرا لفارق التوقيت، يبدأ سكان الشرق الأقصى في التصويت فيما يكون سكان الجزء الغربي من البلد الذي يضم إحدى عشرة منطقة زمنية يستعدون للنوم. وعند السادسة صباحا بتوقيت غرينيتش، كانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في عموم روسيا التي تتوزع أنحاؤها على 11 منطقة زمنية مختلفة.
ويستمر الاقتراع ثلاثة أيام، ويشمل مناطق في أوكرانيا أعلنت روسيا ضم ها في أعقاب الغزو الذي بدأته في فبراير 2022، ومنطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المؤيدة لموسكو في مولدافيا.
وقبيل بدء التصويت، حث بوتين الذي يتولى السلطة منذ 24 عاما، مواطنيه على عدم “الانحراف عن المسار” والتصويت في هذه “الفترة الصعبة”، معتبرا أن الاقتراع في هذه الانتخابات هو “تعبير عن المشاعر الوطنية”.
ويواجه الرئيس المنتهية ولايته ثلاثة مرشحين لا يعارضون الهجوم في أوكرانيا ولا القمع الذي قضى على كل معارضة، وبلغ ذروته بوفاة أليكسي نافالني في السجن في منتصف شباط/فبراير.
وكان بوريس ناديجدين المعارض الجدي الوحيد المرشح الى الانتخابات، لكن اللجنة الانتخابية رفضت خوضه السباق.
من جهتها، دعت يوليا نافالنايا، أرملة أليكسي نافالني، الروس إلى الاحتجاج من خلال التصويت لأي من المرشحين باستثناء بوتين.
كما دعت الروس المؤيدين للمعارضة إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في الوقت نفسه الأحد عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، لإظهار وجود عدد كبير من المعارضين.
وأثارت هذه الدعوة تحذيرا من النيابة العامة في موسكو التي أكدت الخميس أن أي شكل من أشكال الاحتجاج “يعاقب عليه بموجب القانون”.
تسارعت وتيرة قمع الأصوات المنتقدة للكرملين بشكل ملحوظ منذ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا في فبراير 2022، فقد سجنت السلطات معظم المعارضين وآلاف الروس الآخرين، ودفعت كثيرين إلى المنفى.
ومن شأن فوز بوتين في هذه الانتخابات أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030. وبفضل التعديل الدستوري لعام 2020، سيتمكن من الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى عام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة.
وقد انتقدت الولايات المتحدة الاقتراع، ونددت بـ”الانتخابات الصورية المنظمة في الأراضي الأوكرانية المحتلة”. ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية المجتمع الدولي إلى رفض نتيجة هذا التصويت الذي وصفته بـ”المهزلة”.
في مدينة ماريوبول الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، أقام مسؤولو الانتخابات الخميس مراكز اقتراع مرتجلة باستخدام طاولات في الشارع، وعلى أغطية محركات سيارات.
ونشرت لافتات تحمل علامة “V” بالأحمر والأبيض والأزرق، وهي رمز لدعم الهجوم الروسي على أوكرانيا.
من جانبها، زادت أوكرانيا الضغط على المناطق الحدودية الروسية خلال الأيام الثلاثة الماضية من خلال تصعيد الهجمات بالطائرات المسيرة والتوغلات المسلحة التي قام بها متطوعون روس.
وأعلن الحرس الوطني الروسي الخميس أنه صد مع الجيش وحرس الحدود هجوما نفذته مجموعة من “المخربين” قرب بلدة تيوتكينو في منطقة كورسك الحدودية.
وسبق أن شهدت البلدة الثلاثاء هجوما نفذته وحدات من أوكرانيا تدعي أنها مكونة من روس معارضين للكرملين. وقد أكدت موسكو القضاء على المهاجمين.