وفد رواندي يزور معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات للاستفادة من خبرة المغرب في تكوين الأئمة والمرشدين
قام وفد رسمي من جمهورية رواندا بزيارة لمقر معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، اليوم بالرباط، في إطار زيارة يقوم بها الوفد لمجموعة من المؤسسات الدينية بالمملكة، للاستفادة من خبرة المغرب في تكوين الأئمة والمرشدين.
وزار الوفد، الذي يرأسه المفتي السيد سليم هيتيمانا، مختلف الأجنحة التي يتكون منها المعهد انطلاقا من الجناح التربوي الذي يضم المدرجات وقاعات التدريس والمسجد والمكتبة، مرورا بجناح الاطعام والاقامة والمقصف والغرف، وصولا إلى الجناح الاجتماعي والرياضي وكذا قاعة التمريض.
كما تابع الوفد جانبا من الندوات والدروس التي تلقن للمتعلمين في مختلف المواد الدينية والعلمية واللغات، وتفاعلوا مع المتعلمين خلال هذه الزيارة حول المواد المدرسة والأجواء التي يمر فيها التكوين، خصوصا مع الطلبة المنتمين لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، الذين استحسنوا البادرة.
وفي كلمة بالمناسبة قال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة السيد محمد رفقي إن “هذه الزيارة التي تشرف عليها المؤسسة بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، تدخل في إطار دعم المملكة لجهود الأقلية المسلمة في روندا الشقيقة، والتركيز على نشر تعاليم الدين الإسلامي، ونبذ التطرف، وتبليغ الفهم الصحيح للإسلام وتوحيد العقيدة وإظهار الوجه الحقيقي لديننا الحنيف”. وأضاف السيد رفقي أن الوفد الرواندي سيقوم من خلال برنامج مكثف، بزيارة مجموعة من المنشآت والمؤسسات كمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة القرويين بفاس، ودار الحديث الحسنية بالرباط، وضريح مولاي عبد السلام بشفشاون، لاكتشاف المغرب، وتعزيز العلاقات بين البلدين خصوصا بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس مؤخرا لرواندا.
من جهته قال المفتي السيد سليم هيتيمانا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الوفد الرواندي الذي يتكون من 13 شخصا، ويمثل الطائفة المسلمة في رواندا، جاء لمعاينة مجموعة من المؤسسات المغربية خصوصا الدينية منها، بهدف الانفتاح على المغرب وتوطيد العلاقة بين البلدين لاسيما في ما يتعلق بالشؤون الإسلامية.
وبعد أن عبر عن إعجابه بالمعهد وبالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني عموما، أبرز السيد هيتيمانا أن نسبة المسلمين برواندا انتقلت من ثلاثة بالمائة إلى 20 بالمائة من سكان البلاد، وهو ما يدل على إقبال الروانديين على اعتناق الاسلام وشغفهم بتعلم مبادئ هذا الدين السمح، معبرا عن الرغبة في التعاون الجدي مع المعهد وتبادل الخبرات، والاستفادة من التكوينات والندوات والتداريب التي توفرها هذه المؤسسة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعهد الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس في 27 مارس 2015 يعد أداة من أدوات المقاربة التي أطلقها جلالته في مجال حماية الملة والدين.
ويجسد معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، المخصص لتكوين الأئمة المغاربة وآخرين من بلدان عربية وإفريقية وأوروبية، الدور السامي لإمارة المؤمنين باعتبارها الضامن لممارسة الشعائر الدينية الإسلامية الحقة، التي تقوم في جوهرها على التسامح و الانفتاح، وترتكز على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.