موسم أصيلة الثقافي الدولي…المدير العام للإسيسكو يدعو إلى جعل الثقافة أداة للتعاون والتفاهم والاحترام المتبادل
دعا السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، إلى جعل المكون الثقافي أداة للتعاون والتفاهم والاحترام المتبادل والتشارك حول القضايا التي تهم سلامة هذا الكوكب وسلامة من يعيش عليه.
وأضاف السيد التويجري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة 38 لموسم أصيلة الثقافي الدولي (15-28 يوليوز)، أن “الخلافات موجودة منذ الأبد وستستمر معنا إلى الأبد، ولذلك لا بد أن يكون تعاملنا تعاملا مبنيا على احترام الكرامة الإنسانية وعلى احترام الوجود الإنساني”، معتبرا أن “هذه الخلافات اجتهادات بشرية قد تأخذ طابعا دينيا أو تأخذ طابعا مدنيا أو دنيويا”.
وأكد المدير العام للإيسيسكو أن “الحكمة هي أن نرتقي بكرامة الإنسان وحقوق الإنسان وعلاقات الإنسان في جميع أنحاء الأرض في حب وتعاون وانسجام يجنب هذه الشعوب هذه الويلات والحروب التي نراها اليوم”.
وأعرب عن الأمل في أن يخرج المشاركون طيلة أيام الدورة الحالية لموسم أصيلة الثقافي الدولي “بتصورات ورؤى واقتراحات تساهم في تخفيف حدة هذا الاحتقان الذي تعيشه المنطقة العربية بشكل خاص” ، مضيفا “نحن نعاني من الطائفية ومن الإرهاب ومن العنف ومن التخلف ومن اختلاط السياسي بالديني بشكل أفقد الدين قدستيه وأفقد السياسة فعاليتها”.
وأكد السيد التويجري أن هذا يتطلب بالطبع “الكثير من الحكمة والتبصر والعمل على خدمة الصالح العام ومراعاة مصالح الناس وتنمية المجتمع والرقي به بعيدا عن التوظيفات التي لا تخدم لا الإسلام ولا الوطن ولا السياسة”. وعن مشاركته يوم 24 يوليوز في ندوة “النخب العربية والإسلامية ..الدين والدولة” ، المنظمة في إطار الدورة 31 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، قال إنها تندرج في سياق مواصلة علاقات التعاون الوثيقة بين الإيسيسكو وبين هذا المنتدى المهم، مشيرا إلى أنه سيتقدم في مداخلته بخلاصة حول رؤيته لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدولة والسياسة والدين.
وأوضح أنه سيسعى لإيضاح الأمور في هذه المسألة التي أصبحت اليوم من القضايا التي تشغل بال الكثيرين ودار حولها لغط كبير وسوء فهم وأيضا مشاكسات كثيرة ، و”لذا لا بد أن يكون هناك هدوء في معالجة مثل هذه الأمور والبحث عما فيه مصلحة الوطن ومصلحة المواطن ومصلحة السلم والأمن في العالم لأننا جميعا نعيش في قرية كونية ونحن مسؤولون عن حفظ الأمن والسلام فيها”.
وأبرز أن موسم أصيلة الثقافي الدولي “يخدم قضايا المعرفة والثقافة بشكل واسع لأنه يعالج قضايا على قدر كبير من الأهمية ، تمس مشاكل العالم العربي الإسلامي ، والمشاكل الدولية بصفة عامة، ويقدم الكثير من الرؤى والأفكار”، و”تحضر فيه نخبة كبيرة من المتميزين من قادة العالم والمفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي، الذين يقدمون من حصيلة معارفهم وخبراتهم ما يساهم في حل الكثير من المشاكل في العالم”.
وخلص إلى أن “هذا المنتدى المتميز أصبح اليوم منارة إشعاع على الساحل الأطلسي في أرض المملكة المغربية” التي “خدمت ومنذ عصور الفكر والثقافة والمعرفة في تاريخ البشرية كلها، وخاصة في العصور الإسلامية وفي العصر الحاضر الذي هو تكملة لهذا المجد العريق وهذا العطاء المتجدد”.
يشار إلى أن الدورة 31 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، تتضمن أيضا ، علاوة على ندوة “النخب العربية والإسلامية.. الدين والدولة”، ندوتي “الحكامة ومنظمات المجتمع المدني” (21 -23 يوليوز) و”الرواية العربية وآفاق الكتابة الرقمية” (27 يوليوز).