omrane omrane

اللاَّهثون وراءَ الجُهد الأقَل.

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بعض الناس يعتقد ان خلاصه الروحي وتقوية طاقته الايمانية لا تتعدى ان يُمسك سبحة او قرآنا ، ويطلق بفضاء منزله بخورا عَطِرا ليعيش طقوس التدين والاستغفار ، دون ان يكْتَرث او يبالي بما يجري من حوله او بجانبه من أوضاع الاهل والجيران ، او حتى التنبه الى معاناة أقرب الناس اليه، وهي زوجته المسكينة التي تقاوم في صمتٍ وصبر أوجاع المرض ،ومشاكل ومتطلبات الابناء ،بحيث تقفُ طوال اليوم مهووسةً بهذا التدبير والإعداد المُتعب والمُمِل احيانا ، فتسارع الوقتَ وحيدةً ، من أجل ترتيب البيت وتنظيفه وغسل الاواني والثياب ، واعداد الطعام ،خدمة لسيدنا العابد ، الذي لا يضعُ سُبحته وقرآنه الا لغاية تحريك تلك الأصابع النحيفة ، والأسنان العاجية ليليلتهم بسرعة فائقة صنوف طعام أعدَّته المسكينة لهذا الخلق الغريب والعجيب دون ان تسمع منه كلمةً رقيقة فيها شيء من محبة او شكر او تشجيع . وقد لا يستحي وهو يمضغ اللُّقم تِباعا ،فيطلب أن تُجهِّز َله لوازم الاستحمام ، حتى لا تفوته صلاة الفجر بعد أن يقضي ليلته الشرعية مع هذه المرأة / الجارية المنهكة جسدا ورورحا .

هذه نماذج من سلوكات ذكورية ، تركَن في حياتها الى ممارسة عبادة جُهد المُقلِّ والفهم الأقلِّ ، وإن نبَّهت هذا النوع او حدثته عن عبادة أفضل وأنفع :كحسن معاملة الزوجة، والاحساس بتعبها ، وامتصاص قلقها، ومساعدتها ، في بعض تفاصيل البيت والمطبخ والابناء، في حدود المستطاع ، فلا شك ان النتيجة انه سينفضُّ من حولك ويتركك ، قبل ان ينعتك بصفات المُفسد لحياة الاسرة والمرأة و المجتمع ، ويصنِّفُك مع الذين يعملون على هدم الاعراف و المفاهيم الأصيلة، والعابثين بعادات وتقاليد رصينة ثمَّ توارثها عن الآباء والاجداد. فيغضب أشد الغضب ، ويتوقف عن حشو الكلام، ثم يغادرك دون سلام ، ، متجها الى نفس المقام ، مُمسكا سُبحته ، ومتأبطا سجادته ، ومهرولا الى اقرب فضاء ، ليدرك فيه الصَّف الاول ، ويدشن به أجْر وفضلَ عبادة ٍ من درجة ِصنف الجُهد الاقل .

محمد خلوقي

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.